Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

المغرب العربي بين المد الإسلامي وعودة المد الإشتراكي

أصبح من الضروري على المجتمع العربي وخاصة شعوب المغرب العربي أن تعي الخطر الذي يحدق بأوطانها. فبعد اﻷحداث الدامية والإنفلات اﻷمني الذي عصف بمصر، وتنامي الفكر الإسلامي والتكفيري في المنطقة الذي يهدد البلاد الإسلامية من مشرقها إلى مغربها، فظاهرة الإرهاب العابر للحدود أصبحت الشغل الشاغل لدى كثير من الدول العربية التي ترى أن ظاهرة الإرهاب في تنام كبير وغير مسبوق. فتنظيم القاعدة بكل فروعه من القاعدة في بلاد الشام، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجبهة النصرة ... باتت تهدد جل الكيانات والجيوش العربية.

فمن أفغانستان إلى العراق وسوريا، حيث ينشط تنظيم القاعدة بشكل مكثف، والذي يعمل بشكل واضح وممنهج لتدمير البنى التحتية وإرهاب الشعوب عبر التفجيرات التي تستهدف في أغلبها المدنيين وعامة الناس، واستهداف الجيش وإدخاله في أتون حرب للعصابات لا تقوى عنها جل الجيوش النظامية المبنية على نظام مؤسساتي.

عودة لمصر، بحكم موقعها الأستراتيجي الهام وطبيعة الجغرافيا الطبيعية لها، وبموقعها الحدودي مع الكيان الإسرائيلي، هنا يكمن سر الدور اﻷستراتيجي الذي ممكن أن تلعبه مصر في قلب موازين القوى التي امتازت بحكم الإسلاميين من الإخوان المسلمين في مصر وخارج مصر، كان هذا نتاج الثورات العربية التي انطلقت عام 2011. الإسلاميين الذين أثبتوا عن عجزهم الكامل في إدارة الشؤون الداخلية والخارجية، بل أثبتوا تواطؤهم الواضح مع أمريكا وحتى إسرائيل عبر مراسلات كانت تحدث بين الطرفين الظاهر فيها في الشكل والمضمون أن الإسلاميين كانوا يريدون بها كسب بعض اﻷوراق الصهيونية لتكون وقة ضغط في الداخل.

من هذا المنطلق، وعلى هذا الإعتقاد فإن السيناريو الذي سيعصف بمصر مستقبلا، سيكون شبيه بالسيناريو السوري، بل سيكون اﻷعنف واﻷخطر على المجتمعات العربية في المشرق والمغرب باعتبار مصر حلقة الربط بين الضفة المشرقية والمغربية، تكون فيه سيناء ساحة الصراع، والذي سيكون دوليا بامتياز بين جهات دولية تدعم الفكر الجهادي والتكفيري وتمده بالمال والسلاح، ومطامع دولية واضحة المعالم في صحراء سيناء تترأسها أمريكا وإسرائيل بغية إقامة قاعدة عسكرية في شبه جزيرة من شأنها أن تحمي أمن إسرائيل. ومن جهة أخرى سيكون الجيش المصري الذي سيكون ضحية الضغوطات الدولية من الخارج، وعاصفة الإرهاب والإقتتال الطائفي الذي سيحرق اﻷخضر واليابس.

ولعل ما يحدث من تفجيرات طائفية بالعراق، ومن تدمير ممنهج للبنى التحتية وضرب الإقتصاد واستنزاف للجيش في سوريا، وبوادر الفتنة الطائفية في لبنان التي تلخصت في تفجيرات الضاحية وطرابلس، قد تكون كلها قرائن ومؤشرات لانتقال اللاأمن إلى مصر المهيأة لتكون البيئة الحاضنة للتطرف الإسلامي والفكر التكفيري والجهادي. وبالتالي انتشار ما يسمى بالقاعدة على نطاق أوسع يمتد إلى غاية مصر.

إذن هو صراع بين المتناقضات في الوطن العربي والإسلامي، باختصار بين الجيوش العربية وفكر دخيل على مجتمعاتنا العربية أثبت في محطات عدة أنه مربوط أو محرك بصفة مباشرة من دوائر ال سي أي أي و الموساد الإسرائيلي.

هذا ما ينبأ بتحول أستراتيجي ومحطة تاريخية جديدة في الوطن العربي تمتاز بعودة القوى الإشتراكية الكلاسيكية في الواجهة وبشعارات جديدة، وتكون فيه مصر اللاعب اﻷساس في الجمع بين القوى الإشتراكية الكلاسيكية المناهضة للإمبريالية من البعثيين في مصر والعراق والناصريين ومن يؤمنون بفكر القومية العربية. هذا الحلف الجديد الذي سيكون مزيج من القوى الإسلامية والعربية الممتد من إيران للعراق وسوريا إلى غاية مصر والجزائر بخبرتها في الحرب على الإرهاب تجمعه اللغة المصلحية في الإجماع على محاربة الإرهاب. هذا الحلف الذي تكون فيه العربية السعودية وتركيا خارج الدائرة أو انخراط بدون فعالية بحجة مسؤولياتهم التاريخية التي أدت بالهلاك ﻷغلب الشعوب العربية.

العالم العربي بين المد الإسلامي وعودة المد الإشتراكي
Tag(s) : #Politique
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :