Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

خيوط اللعبة الإمبريالية في البلاد العربيةخيوط اللعبة الإمبريالية في البلاد العربية
خيوط اللعبة الإمبريالية في البلاد العربيةخيوط اللعبة الإمبريالية في البلاد العربيةخيوط اللعبة الإمبريالية في البلاد العربية

لعل مجمل الأحداث الأخيرة التي تدور وقائعها على الأراضي العربية من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين مؤخرا مرورا بمصر إلى المغرب العربي؛ لعل كل هذه الأحداث والوقائع تجعلنا نحمل أقلامنا من جديد لكي نحاول أن نرى الأستراتيجية الجيوسياسية التي ينتهجها الغرب وأمريكا والصهيونية العالمية داخل البلاد العربية والإسلامية في المشرق العربي خصوصا، والمغرب العربي. وعلى ذكر الصهيونية العالمية لا بد لنا أن نذكر القضية الفلسطينية التي تمثل قضية كل العرب والمسلمين لا الفلسطينيون وحدهم.

فعلى ذكر القضية الفلسطينية، لا بد أن نعقب بلمحة تاريخية قصيرة لهذه القضية التي كانت تحمل الشعار العربي في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي، أين كانت القومية العربية تلعب دورا هاما وأساسيا في السياسات العربية العربية، والعربية الدولية؛ هذا الفكر الذي بزغ صيته في ستينيات القرن الماضي، هنا لا بد من ذكر البلدان التي لعبت دورا أساسيا وتأثيرا قويا على السياسة العربية بمفهوم القومية العربية كالدور المصري أيام الراحل "جمال عبد الناصر" الذي يعتبر من مؤسسي هذه السياسة وهذا الفكر، بالإضافة إلى الدور السوري بقيادة الراحل "حافظ الأسد"، والدور العراقي والدور الجزائري بقيادة الراحل "هواري بومدين" الذي لعب دورا أساسيا ومحوريا في القضية الفلسطينية على فكر القومية العربية.

لا أريد الإطالة في مقدمة هذا الفصل، حتى ندخل في الفصل الثاني من هذا المقال الذي يشمل مصير فكر القومية العربية في الوقت الراهن ومدى تأثير الصراع العربي والإسلامي على سياسات الدول العربية.

في هذا الفصل من المقال نتطرق بالخصوص إلى أحداث وتطورات الراهن العربي في ظل ما يحدث من عربية أزمات داخلية وسط انتشار المد الإسلامي التكفيري واتشار ثقافة الذبح والتنكيل بالجثث والتفجير العبثي ... إلخ؛ وسوف نرى مدى تأثير هذا الواقع على السياسة العربية والدولية وعلى شعوب المنطقة.

إذا تكلمنا عن انتشار المد الإسلامي التكفيري، لا بد من ذكر تنظيم القاعدة كمرحلة زمنية عاشها العالم العربي كالجزائر مثلا، التي كانت أولى البلدان التي عانت من ظاهرة الإرهاب العالمي، هذا الفكر الإيديولوجي الذي ومع مرور الزمن أصبح يتأكد مدى علاقته بالخارج الجزائري، من تمويل وتسليح ... ووو ؛ تلك العلاقة التي لم تكن واضحة مع بدايات الأزمة الجزائرية بل كانت تأخذ الطابع السياسي في مجمله ذلك كان أيام الراحل الشاذلي بن جديد، حيث كان الصراع على السلطة في بداياته بعد تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ؛ لكن ومع مرور الزمن برزت الجماعات الإسلامية المسلحة التي حملت الشعار الإسلامي والجهادي نذكر منها على سبيل المثال: الجماعة السلفبة للدعوة والقتال، الذي تدرب معظم عناصرها في أفغانستان بعد سقوط الإتحاد السوفياتي سنة 1991.

كانت هذه مقدمة قصيرة للفصل الثاني من هذا المقال حيث عالجنا فيه بدايات ظهور الفكر الجهادي والتكفيري في العالم.

إذن هو صراع إيديولوجي في الأساس بين فكر إسلامي جهادي، وبين فكر ثوري وطني تحرري تعود جذوره إلى مرحلة الثورات التحررية من يد الإستعمار، وبين هذا وذاك لا بد لنا أن نبحث عن سياسة الأحلاف العالمية التي لا تريد للفكر الثوري التحرري أن يستمر، ولا تريد لهيمنتها على العالم أن تزول. من هنا تدخل السياسة الأمريكية على الخط باعتبارها القوة العالمية العسكرية والدبلوماسية خصوصا في عالمنا العربي بدءا من فلسطين المحتلة باعتبارها (أمريكا) الحليف الأول والأساسي لإسرائيل. أمريكا التي لعبت دورا هاما على القضية، حيث شكلت نقطة الإنعطاف في نهج القومية العربية التي كانت تنادي بها الدول العربية الحديثة الإستقلال، حيث أن كامب ديفيد (17 سبتمبر 1978)، وأوسلو (13 سبتمبر 1993)، ووادي عربة (26 أكتوبر 1994)، تلك معاهدات عربية جعلت العلاقة العربية تتقهقر وتندثر وبالتالي زوال مفهوم القومية العربية عند سياسات الدول العربية وشعوبها، كانت هذه السياسة الأمريكية التي لعبت دورا قويا في بعثرة أوراق القوة لدى الدول العربية خصوصا دول الطوق العربي، والتي أعطت لإسرائيل دورا فاعلا في استمرار عملية الإستسطان، وفتح مجال التطبيع العربي الإسرائيلي الذي أخذ أبعادا كثيرة منها الإقتصادي وحتى الأمني كالإتفاقيات الأمنية المبرمة بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، تلك الإتفاقيات الرامية إلى ضرورة التنسيق الأمني الأمني بين الجهتين لتفادي أي شكل من أشكال الخلل السياسي التفاوضي تحت غطاء معادلة اللاحرب واللاسلم؛ كذلك نذكر التنسيق الأمني بين المغرب والكيان الإسرائيلي لمنع التطرف داخل المغرب، بالإضافة إلى إتفاقيات أخرى كلها مرفوضة وغير مبرر لها في نظرنا، كونها تزيد في هوة الخلاف وتعمق الشرخ العربي العربي.

كان هذا الفصل الثالث من هذا المقال والذي تضمن لمحة تاريخية قصيرة للواقع العربي، من وإلى الحاضر الذي نعيشه اليوم في ظل هيمنة إمبريالية صهيونية على الدول العربية بعد اندثار الفكر الوطني الثوري التحرري في الوطن العربي.

في الفصل الرابع من هذا المقال سنحاول عرض الراهن العربي ومدى تأثيره على السياسات العربية والدولية، والبداية ستكون بدايات الثورات العربية المزعومة التي سميت بعد ذلك بالربيع العربي، حيث برز وبقوة المد الإسلامي أو فكر الإسلام السياسي، ونحاول أيضا عرض الأطراف الفاعلة سواء كانت عربية أو دولية، بعد ذلك نقوم بتشريح النظرة الإمبريالية والصهيونية والأفق الذي تعمل عليه في ضرب الدول المناهضة للإمبريالية العالمية، سنحاول أيضا عرض التأثير الإعلامي الذي لعب دورا هاما في قلب موازين القوى ونخر الجسد العربي وإدخاله في أتون حرب داخلية جعلته مشغول طوال هذه الفترة من الزمن عن عالمه الخارجي

إذن، وبعد الثورة الشعبية التونسية سنة 2011، ضد نظام بن علي، إمتدت الكرة الملتهبة لتشعل مصر وليبيا واليمن وسوريا وحتى البحرين، نحن الآن لا نود التفصيل في وقائع الأحداث، إنما المراد هو تحليل الوقائع، فبعد اشتعال الثورات المزعومة في البلدان السالفة الذكر أصبح من الواضح رأية الطابع أو البعد الإسلامي التي كانت تأخذه، و على ذكر الطابع الإسلامي لا بد لنا من أن نتوقف بذكر الإخوان المسلمون الذين لعبوا دورا هاما في مراحل الأحداث والوقائع التي مرت بها بلدان الربيع العربي. جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يأتوا من عدم بل يعود تأسيس هذه الحركة إلى سنة 1928 من طرف حسن البنا في مصر، هذه الحركة التي بدأت كحركة إسلامية إصلاحية أصبحت تعد أكبر حركة معاضة في كثير من الدول العربية والإسلامية حيث شملت حوالي 72 دولة، منها حركة النهضة التونسية، وحركة مجتمع السلم وحركة النهضة الجزائريتين والجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة في الجزائر كذلك، وجماعة الإخوان المسلمون في مصر وسوريا وحركة حماس الفلسطينية.

فبالتالي، وإذا عدنا لصلب الموضوع، فقد قامت أو ساهمت بالإطاحة بعدة أنظمة حكم في الوطن العربي منها النظام المصري ونظام معمر القذافي في ليبيا، وهي التي لعبت دورا فاعلا في الحرب الضروس القائمة اليوم في سوريا ضد نظام بشار الأسد.

لكن إذا عدنا لنقد هذه الفترة الزمنية التي امتدت ما بين 2011 إلى 2014، نجد مما لا يدعو للشك أن هذا الفكر الإسلامي السياسي في طابعه قد شكل بيئة حاضنة في تفشي ظاهرة الإرهاب العالمي العابر للحدود، فمن مرحلة تنظيم القاعدة في بلاد الشام وفي بلاد المغرب الإسلامي، إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وجبهة النصرة .. و و و.

من هنا اتضحت خيوط اللعبة الإستعمارية الحديثة في تفخيخ بلدان الفكر الوطني التحرري من الجزائر لليبيا إلى مصر وفلسطين وسوريا والعراق وحتى السودان. وذلك بإغراقهم في أتون حرب داخلية، وصراع إديولوجي مذهبي تناقضي يتعارض وفكر القومية العربية التي جعلت القضية الفلسطينية أولى القضايا المدافعة عنها على الصعيدين العربي والدولي، هذا الفكر المتطرف الذي لا يمكن حسمه أبدا بلغة السلاح بل لا بد من ضربه ومحاربته إيديولوجيا وفكريا.

أما في نظرنا، فقد تكون هذه المرحلة ما قبل الأخيرة من مراحل الأفق الإستعماري الذي تعمل على بسطه كل الدول الإستعمارية التقليدية منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الإسرائيلي، ذلك بضرب كل الجيوش العربية المؤمنة عقائديا بفكر السيادة والتحرر، وإنهاكها تمهيدا لغزو عسكري مباشر بحجة محاربة الإرهاب وإقاط دولة الخلافة التي حتما ستقام على أنقاذ الحرب المذهبية الدائرة اليوم في المشرق العربي.

أما في الفصل الخامس من هذا المقال لا بد لنا من عرض الأطراف التي تلعب اليوم دورا في اشتعال المشرق والمغرب العربي، وذلك بنظرة جيوسياسية حتى يتسنى لنا فهم الأوضاع والوقائع والمواقف المتخذة رسميا وإعلاميا من كل طرف؛ في البداية نبدأ بدول الخليج أو دول مجلس التعاون الخليجي التي بدورها لم تعترف بالثورة البحرينية التي وصفتها بثورة طائفية شيعية ضد نظام سني، بل بادرت بإنشاء قوات درع الجزيرة لردع الثورة وإخماد نارها، في حين كانت الداعم الأول لكل الثورات التي دارت وقائعها في مصر وسوريا وليبيا بالخصوص؛ كان هذا الدعم بكل أشكاله سواء بالمال أو السلاح وحتى إعلاميا الذي لعب دورا هاما وأساسيا في صنع رأي عام عربي وعالمي.

هذا الدعم له جوانب أخرى اقتصادية وطاقوية، فدول الخليج وعلى رأسها قطر والسعودية اللتان تريدان بأي شكل من الأشكال الإطاحة بسوريا، ذلك لإتمام مشروع الغاز الواصل بين الخليج وأوربا مرورا بسوريا وتركيا وإسرائيل، وتكون بذلك قد أطاحت بمشروع "غاز بروم" الذي يجمع إيران والعراق وسوريا ومن ثم إلى اليونان ثم إلى قلب أوربا.

تركيا أيضا تدور في فلك الحرب الطاحنة في سوريا، حيث تقوم هي الأخرى بتمويل وتسليح الجماعات المسلحة التي تحرق الأخضر واليابس في سوريا والعراق، ولهذا أيضا جوانب اقتصادية وحيوية، حيث أن تركيا تمتلك مشروع غاز "نابوكو" الذي يمتد من أذربيجان مرورا بتركيا ومن ثم إلى أعماق أوربا. فمن الطبيعي أن نرى الحلف القطري السعودي التركي الأوروبي الأمريكي يضرب سوريا ذلك لأنها تقع على خط عرض 33، هذا الخط الذي وصفته أمريكا بخط الحرير لتمرير المشاريع الطاقوية الكبرى كي تنافس بذلك غريمتها روسيا في خطوطها الداخلة من أوربا الشرقية، ولكي تضع حد للمشروع الإيراني العراقي والسوري.

بالمقابل روسيا والصين، هي الأخرى لا تريد لخسائرها الإقتصادية أن تتفاقم، مقابل ما خسرته في ليبيا من أسواق وصفقات اقتصادية كبرى، حيث وجدناها الداعم الأول دبلوماسيا وعسكريا ولوجيستيا وحتى استخباراتيا لسوريا؛ ذاك لأن سوريا تعد المنفذ الوحيد المطل على البحر المتوسط والحليف الأول لروسيا التي استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع أي ضربة عسكرية ممكن أن توجه لسوريا، هذا ما لم يحدث في ليبيا في ظل غياب تام للجامعة العربية.

إيران أيضا تلعب دورا هاما في صمود سوريا والعراق في مواجهة الجماعات الإسلامية التكفيرية المتطرفة وتنظيم القاعدة، إيران التي تنتمي لمحور المقاومة والممانعة قد يكون لها مصلحة عقائدية بالإضافة إلى اقتصادية، فالعراق مثلا التي تحوي العدد الأكبر من المراقد والأماكن الشيعية تجعل هذه الأخيرة تدافع عسكريا عن هذه الأماكن المقدسة، بالإضافة للشق الإقتصادي الذي يجمع بينها وبين سوريا والعراق منها مشروع "غاز بروم" السالف الذكر.

إسرائيل حتما تلعب دورها في تأجيج الوضع القائم في العراق والشام، حيث أن حربها اليوم لم تعد تقتصر على ضرب الجيوش العربية النظامية، بل دخلت مجال أوسع من ذلك، فبعد تأسيس حزب الله في لبنان سنة 1982، بات لهذا الأخير القوة الردعية التي أسقطت معادلات قوى هامة في المنطقة، ولعل حرب التحرير سنة 2002، تلتها بعد ذلك حرب 2006، انتقلت بلبنان من لبنان الذي يتأثر ولا يؤثر، إلى لبنان الذي يحسب له ألف حساب.

كان هذا الفصل الخامس من مقالنا الذي تناول الأطراف والمحاور والقوى الرئيسية التي تلعب الدور الكامل في كل الأحداث والوقائع التي تدور في المشرق العربي، وما لنا الآن إلا أن نختم مقالنا هذا بضرورة الوعي بحجم الخطر الذي يهدد الأمة العربية والإسلامية في وجودها والتذكير أيضا بخطر الإسلام المتطرف الذي يخوض الحرب ضد أمة الإسلام بالوكالة خدمة للإمبريالية والصهيونية العالمية؛ وضرورة العودة لبوصلة هذه الأمة ألا وهي فلسطين التي كان يقول عنها الراحل هواري بومدين "فلسطين هي البناء الذي يجمعنا وهي الديناميت الذي يفجرنا".

سلام.

Tag(s) : #Politique
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :