Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

إن ما يحدث اليوم من تهديد غربي وأمريكي لسوريا بحجة استخدام السلاح الكيميائي ضد مواطنين مدنيين في ريف دمشق يجعلنا نستحضر ملف كيميائي حلبجة والحرب على العراق في وقت نظام صدام حسين. ولعل لجنة التفتيش الدولية التي تم إرسالها إلى سوريا بغية التحقيق في عملية ضرب هذا السلاح المحرم دوليا تجعلنا هي اﻷخرى نستحضر قضية سلاح الدمار الشامل الذي اُتهم بها العراق تمهيدا لضربه عسكريا واحتلاله.

فما الذي تحضر له أمريكا وحلفائها تجاه سوريا ؟ وهل ستضرب سوريا عسكريا ؟

كثر الحديث عن ضربة عسكرية محتملة لسوريا من طرف أمريكا واﻷظلسي، هذا وسط تصريحات دولية متباينة، إيران وروسيا التي حذرتا من تداعيات أي ضربة عسكرية قد تشن على سوريا. روسيا وإيران اللتان لم تتخليا عن دعم الدولة السورية والنظام السوري منذ بدايات ما سمي بالثورة العربية أو الربيع العربي. الجامعة العربية التي أعطت الغطاء الدولي بالسماح للقوات اﻷمريكية بضرب واحتلال العراق، اليوم مطابق تماما، حيث قامت باستصدار قرار يعطي الضوء اﻷخضر لشن حملة عسكرية على سوريا دون استشارة مجلس اﻷمن الدولي. أمريكا، التي تدرس كل احتمالات الضربة العسكرية هذا ما جاء على لسان الرئيس اﻷمريكي باراك أوباما الذي يريد القول أن ورقة الضربة العسكرية قد وضعت على الطاولة، يبقى فقط رصد ردود اﻷفعال الدولية واﻷطراف الإقليمية، فرنسا وبريطانيا المتحمستان أكثر من وقت مضى لضربة عسكرية للنظام السوري والجيش السوري لردعه، هذا ما جاء على لسان كامرون وفابيوس. العراق، الدولة الجارة لسوريا والذي عان ما تعانيه اليوم سوريا من ضغوطات دولية وتهديدات الحرب الطائفية، يرى اليوم عدم الإنخراط في هذه الحملة الدولية ضد سوريا، جاء هذا على لسان نوري المالكي الذي صرح أن بلاده لن تكون منطقة انطلاق ﻷي عدوان قد يشن على سوريا، كان هذا نفس القرار السياسي الذي التزمت به سوريا أيام الحرب على العراق. أما عن اليوم، وسط كل هذا الإنفلات اﻷمني في الشام تعود سوريا لترفع التحدي من جديد لهذه الضربة المحتملة عليها حيث كان تصريح وزير خارجتها وليد المعلم واضحا حيث قال أن سوريا ستبهر العالم في حال ضربت عسكريا وأضاف أن سوريا تقبل الضربة العسكرية ولن تقبل الإبتزاز.

وعلى تصريح من هذا وفي ذلك الموقع، نجد أن سوريا ماضية في الدفاع، أي أن خيار قبول الضربة والذهاب إلى طاولة حوار تكون فيه سوريا قد خسرت الكثير من اﻷوراق، أصبح خيار مثل هذا غير وارد على إطلاقا على الطاولة السياسية والعسكرية للقيادة السورية. وعليه، وهذا اعتقادا أن سوريا اليوم أخذت قرار إقحام الجميع في المعركة العسكرية وهذا ما لا يريده الغرب وأمريكا. سوريا وإن بادرت بالرد، فستقحم الجميع في حرب مفروضة لم يكن يريدها أحد .. فهل ستبدأ سوريا بضرب المصالح واﻷهداف العسكرية اﻷمريكية في الخليج، في قطر، والبحرين، واﻷردن، والعربية السعودية ..؟؟ هل ستضرب سوريا مفاعل ديمونة الإسرائيلي ؟؟ ثم هل سيدخل حزب الله على الخط ؟؟

سوريا .. السلاح الكيميائي والضربة العسكرية
Tag(s) : #Politique
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :